/ الفَائِدَةُ : (182) /

05/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ضرورة الجمع بين علوم ثلاثة / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... الْعِلْمُ ثلاثة فما سوى ذلك فهو فضل : آيَةٌ مُحْكَمةٌ ، اَوْ سُنَّةٌ قائمةٌ ، اَوْ فريضةٌ عادلةٌ »(1) . 2 ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَيْضاً : « الْعِلْمُ إِمَّا آيَةٌ مُحْكَمةٌ ، اَوْ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ ، اَوْ فريضةٌ عادلةٌ »(2) . براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على ضرورة معيَّة علوم الثلاثة ، وهي : العقائد ـ وقد اَشَارَت إِلَيْهَا بيانات الوحي تحت عنوان : (آيَة مُحْكَمة) ـ ، والسنن والآداب ـ وقد اَشَارَت إِلَيْهَا بيانات الوحي أَيْضاً تحت عنوان : (سُنَّة مُتَّبَعَة) ـ ، وفـقـه الفروع ـ وقد اَشَارَت إِلَيْهَا بيانات الوحي أَيْضاً تحت عنوان : (فريضة عادلة) ـ . إِذَنْ : بين هذه العلوم الثلاثة ترابط ونسيج وحداني ، وتجزئتها أَحد علامات الزيغ ؛ فالعقائد والآداب والسنن بلا فقه الفروع تُوجِبُ الشَّطَطَ والضَّلاَلَ والزَّيْغَ والاِنْحِرَاف ، وكذا العكس . وهذا أَمْرٌ مُجَرَّبٌ ومُبَرْهَنٌ عَلَيْهِ في بيانات الوحي . وإِلى هذا الترابط تُشير بيانات الوحي الْأُخْرَى ، منها : 1 ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « الدنيا مزرعة الآخرة »(3) . ودلالته قد اِتَّضَحَتْ ؛ فإِنَّ المراد من عنوان : (الدنيا) الوارد في هذا البيان الشريف : كناية عن فقه الفروع . والمراد من عنوان : (الآخرة) الوارد في هذا البيان الشريف أَيْضاً : كناية عن أُصول الدِّين والسُّنَنِ والآداب . 2 ـ إِطْلَاقُ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيْضاً : « ... واعلم ، أَنَّ لِكُلِّ ظاهرٍ باطنا على مثاله ، فما طاب ظاهره طاب باطنه ، وما خبث ظاهره خبث باطنه ... »(4) . 3 ـ بيان جواب الإِمام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ على ما كتبه المفضل بن عمر إِلَيْه : « ... كتبتَ تَذكر أَنَّ قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم ، وأَنَّك ابلغت عنهم أُمُوراً تروى عنهم كرهتها لهم ، ولم تر بهم إِلَّا طريقا (5) حسنا وورعا وتخشعا، وبلغك أَنَّهم يزعمون أَنَّ الدين إِنَّمَا هو معرفة الرجال، ثم بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ما شئت وذكرت أَنَّكَ قد عرفت أَنَّ أصل الدين معرفة الرجال ، فوفقكَ الله وذكرت أَنَّه بلغكَ أَنَّهم يزعمون أَنَّ الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام، والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو (6) رجل ، وأَنَّ الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل ، وكل فريضة افترضها الله على عباده هو (7) رجل ، وأَنَّهم ذكروا ذلك بزعمهم أَنَّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل وقد صلى وآتى الزكاة وصام وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام (8) وأَنَّهم ذكروا أَنَّ من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون، فليس له أن يجتهد في العمل، وزعموا أَنَّهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها (9) وأَنَّه بلغكَ أَنَّهم يزعمون أَنَّ الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة و لحم الخنزير هو رجل (10) وذكروا أَنَّ ما حرم الله من نكاح الامهات والبنات (11) و العمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت وما حرم على المؤمنين من النساء مما حرم الله إِنَّمَا عنى بذلك نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله، وما سوى ذلك مباح كله ، و ذكرت أَنَّه بلغكَ أَنَّهم يترادفون المرأة الواحدة ، ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون أَنَّ لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه ، فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم ، والباطن هو الذي يطلبون وبه امروا بزعمهم ، وكتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليكَ حين بلغكَ وكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام ؟ وكتبت تسألني عن تفسير ذلك ، وأنا ابينه حتى لا تكون من ذلك في عمى ولا في شبهة ،... واخبركَ أَنَّ هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ، ولم يعطوا فهم ذلك ، ولم يعرفوا حد ما سمعوا ، فوضعوا حدود تلك الاشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ، ولم يضعوها على حدود ما امروا كذبا وافتراء على الله ورسوله ، وجرأة على المعاصي ، فكفى بهذا لهم جهلا ، ولو أَنَّهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن به بأس ، ولكنهم حرفوها وتعدوا (12) وكذبوا وتهاونوا بأمرالله وطاعته ، ولكني اخبركَ أَنَّ الله حدها بحدودها ؛ لئلا يتعدى حدوده أحد، ولو كان الامر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يعرفوا حدما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا (13) ولكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها إلا مشرك كافر، ثم قال : [ تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ](14) فاخبركَ حقائق (15) إِنَّ الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا ورضى من خلقه ؛ فلم يقبل من أحد إلا به ، وبه بعث أنبياءه ورسله ، ثم قال : [ وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ] (16) ، فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا صلى الله عليه وآله ، فأفضل (17) الدين معرفة الرسل وولايتهم ، و اخبرك أَنَّ الله أحل حلالا وحرم حراما (18) إلى يوم القيامة ، فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هو الحلال ، فالمحلل ما أحلوا والمحرم ما حرموا ، وهم أصله ، و منهم الفروع الحلال ، وذلك سعيهم ، ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال ؛ من إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ... والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الاخلاق ومحاسنها وجميع البر، ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه : [ إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ](19) فعدوهم هم الحرام المحرم ، وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة ؛ فهم (20) الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير ؛ فهم الحرام المحرم ، وأصل كل حرام ، وهم الشر وأصل كل شر ، و منهم فروع الشر كله ، ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها ، ومن فروعهم تكذيب الانبياء وجحود الاوصياء (21) وركوب الفواحش: الزنا و السرقة وشرب الخمر والمسكر (22) وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة والخيانة وركوب الحرام كلها وانتهاك المعاصي، وإِنَّمَا يأمر الله بالعدل و الاحسان وإيتاء ذي القربى، يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وهم أعداء الانبياء وأوصياء الانبياء، وهم المنهي عن مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون، واخبرك أني لو قلت لك : إِنَّ الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل ، وأنا أعلم أَنَّ الله قد حرم هذا الاصل وحرم فرعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركا، ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال : [أنا ربكم الاعلى ](23) فهذا كله على وجه إن شئت قلت : هو رجل وهو إلى جهنم ومن شايعه على ذلك، فإنهم (24) مثل قول الله: [ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (25) لصدقت، ثم لو أني قلت: إِنَّه فلان ذلك كله لصدقت، إِنَّ فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى (26) ، ثم إني اخبرك أَنَّ الدين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان، وهو إمام امته وأهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه، ومن أنكره أنكر الله ودينه ، ومن جهله جهل الله ودينه ، ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الامام ؛ كذلك جرى بأن معرفة الرجال (27) دين الله ، والمعرفة على وجهين : معرفة ثابتة على بصيرة ، يعرف بها دين الله ، ويوصل بها إلى معرفة الله ؛ فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها ،الموجبة حقها ، المستوجب أهلها عليها الشكر لله ، التي من عليهم بها من من الله يمن به على من يشاء مع المعرفة الظاهرة ومعرفة في الظاهر؛ فأهل المعرفة في الظاهر ؛ الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا تلحق (28) بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ، ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله ، كما قال في كتابه : [ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ](29) ، فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه ، ولا يبصر ما يتكلم به لا يثاب عليه مثل ثواب من عقد عليه قبله على بصيرة فيه ، كذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة ، فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر ، والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الامر إلى نبي الله وبعده إلى من صاروا إلى من انتهت (30) إليه معرفتهم ، وإِنَّمَا عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان (31) الله به المحسن بإحسانه ، والمسيئ بإساءته، وقد يقال: (إِنَّه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل فيه) ، رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة . واخبرك أني لو قلت : إِنَّ الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام ؛ والطهور والاغتسال من الجنابة ؛ وكل فريضة كان ذلك هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء به من عند ربه لصدقت ؛ لان ذلك كله إِنَّمَا يعرف بالنبي، ولولا معرفة ذلك النبي والايمان به والتسليم له ما عرف ذلك ، فذلك من من الله على من يمن (32) عليه ، ولولا ذلك لم يعرف شيئا من هذا ، فهذا كله ذلك النبي وأصله ، وهو فرعه ، وهو دعاني إليه ، ودلني عليه ، وعرفنيه وأمرني به ، وأوجب علي له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله ، و كيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله ؟ وكيف يستقيم لي لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي أن أصف أن الدين غيره ، وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل ، وإِنَّمَا هو الذي جاء به عن الله ، وإِنَّمَا أنكر الدين من أنكره بأن قالوا : [ أبعث الله بشرا رسولا ] (33) ، ثم قالوا : [ أبشر يهدوننا ](34) فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به ، وقالوا : [ لولا انزل عليه ملك ](35) ؛ فقال الله : [ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ](36) ، ثم قال في آية اخرى : [ ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ] إِنَّ الله تبارك وتعالى إِنَّمَا أحب أن يعرف بالرجال ، وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه ، لا يقبل الله من العباد غير ذلك ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فقال فيما أوجب (37) ذلك من محبته لذلك : [ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ] (38) ، فمن قال لك : إِنَّ هذه الفريضة كلها إِنَّمَا هي رجل ؛ وهو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق، ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة فلا يغني التمسك في الاصل بترك الفروع ، كما لا تغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله ، ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الاخلاق ومحاسن الاعمال والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فالباطن منه ولاية أهل الباطل ، والظاهر منه فروعهم ، ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي ، فإِنَّمَا يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده ودعاهم إليه ، فأول ذلك معرفة من دعا إليه ، ثم طاعته فيما يقربه بمن الطاعة له ، وإِنَّه من عرف أطاع ، ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه ، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر، إِنَّمَا حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا ، ولا يكون الاصل والفروع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر ، وكذلك لا يستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر ، ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام وجميع (39) حرمات الله وشعائره وأن يترك معرفة الباطن ، لان باطنه ظهره ، ولا يستقيم إن ترك (40) واحدة منها إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه إِنَّمَا يشبه الباطن، فمن زعم أَنَّ ذلك إِنَّمَا هي المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع ، وإِنَّمَا قيل :« اعرف واعمل ما شئت من الخير » ؛ فإِنَّه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة ، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر ؛ فإِنَّه مقبول منكَ (41). اخبركَ أَنَّ من عرف أطاع، إذا عرف وصلى (42) وصام واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا ، وعمل بالبر كله ، ومكارم الاخلاق كلها ، وتجنب سيئها ، وكل (43) ذلك هو النبي ، والنبي أصله ، وهو أصل هذا كله ، لانه جاء به ودل عليه وأمر به ، ولا يقبل من أحد شيئا منه إلا به ، ومن عرف (44) اجتنب الكبائر وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وحرم المحارم كلها ، لان بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي ، وخرج مما خرج منه النبي ، و من زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالا ولم يحرم له حراما ، وإِنَّه من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك ، ولم يصل ، ولم يصم ، ولم يزك ، ولم يحج ، ولم يعتمر ، ولم يغتسل من الجنابة ، ولم يتطهر ، ولم يحرم لله حراما ، ولم يحلل لله حلالا، وليس له صلاة وإن ركع وسجد ، ولاله زكاة وإن أخرج لكل أربعين درهما درهما (45) ، ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله. ... »(46) . ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ قد اِتَّضَحَتْ أَيْضاً ؛ فإِنَّ مَن اقتصر على الباطن ـ الْمُتَمَثِّلُ بأُصول الدِّين والسُّنَنِ والآداب ـ دون الظَّاهر ـ الْمُتَمَثِّلُ بفقه الفروع ـ فقد زاغ ، ومَن اقتصر على الظاهر دون الباطن فقد زاغ أيضاً ، وَمَنْ جمع بينهما استقام واهتدى ، فهما جناحان يطير بهما المُكلَّف ، ويرتضع من ثدييهما الحقيقة ، فلابُدَّ من الجمع بينهما. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)نهج السعادة ، 1 : 30 . كنز العمال /28659 . (2)مراة العقول ، 2 : 74 . (3)نهج البلاغة ، الكلمات القصار /131 . عوالي اللآلي ، 1 :264 /ح66 . (4)بحار الانوار ، 29 : 601 /ح20 . (5)الاهديا حسنا خ ل. (6) في المختصر: هم رجال. (7) في المختصر: فهى رجال. (8) في المختصر: والمسجد الحرام والبيت الحرام. (9) وان هم لم يعملوا بها خ ل. (10) في المختصر: هم رجال. (11) في المختصر: الامهات والاخوات والعمات . (12) في المختصر: وتعدوا الحق. (13) في المختصر: معذورا اذلم يعرفوها. (14) البقرة: 229. (15) بحقائقها خ ل. (16) الاسراء: 105. (17) في المختصر: فاصل الدين. (18) في المختصر: فجعل حلاله حلالا إلى يوم القيامة وجعل حرامه حراما. (19) النحل: 90. (20) أي عدوهم كل الفواحش، لانهم الامرون بها، والناهون عن المعروف والخيرات. (21) في المصدر: وجحودهم الاوصياء. (22) في المصدر: الخمر والمنكر. (23) النازعات: 24. (24) في المصدر: فافهم. (25) البقرة: 113 والنحل: 115. (26) في المختصر: انى لو قلت: انه فلان وهو ذلك كله لصدقت وان فلانا هو المعبود من دون الله والمتعدي بحدود الله التى نهى عنها ان تتعدى. (27) في نسخة: فذلك معنى ان معرفة الرجال دين الله. (28) لا يلحقون خ ل. (29) الزخرف: 86. (30) في المصدر: [إلى من صار وإلى من انتهت إليه معرفتهم] وفى نسخة: إلى ما صاروا إلى ما انتهت إليه معرفتهم. (31) دانوا خ ل. (32) من عليه خ ل. (33) الاسراء: 94. (34) التغابن: 6. (35) الانعام: 8. (36) الانعام: 91. (37) في المصدر: فيمن اوجب. (38) النساء: 80. (39) في المختصر: ولا جميع حرمات الله ولا شعائره. (40) في نسخة: ان يترك. (41) في المختصر: من الطاعه والخير قل أو كثر بعد ان لا تترك شيئا من الفرائض والسنن الواجبة فانه مقبول منك مع جميع اعمالك. (42) لعل الصحيح: [إذا عرف صلى] وفى المختصر: وصام وزكى وحج. (43) في المختصر: ومبتدأ كل ذلك. (44) في المختصر: فمن عرفه. (45) زاد في المختصر بعد ذلك، ولا له حج ولاعمرة وإنما يقبل ذلك كله بمعرفة رجل وهو من امر الله خلقه بطاعته والاخذ عنه فمن عرفه واخذ عنه فقد اطاع الله. (46)بحار الانوار ، 24 : 286 ـ 298 /ح1 . بصائر الدرجات : 154 ـ 157